الاثنين، 21 يونيو 2010

"الكتابة" ذات شجون


أعود للـ "الشخمطة" في المدونة. اول ما بدأت الكتابة فيها قررت ان اكتب و لو بشكل أسبوعي على الاقل . في السابق كنت اتعذر بحكاية الوقت و انه ترف لا أملكه و لكن الفترة الاخيرة اصبحت املك "القليل" منه و مع ذلك ارى نفسي كسول … لمن لا يعرفني اسمي أحمد … ممكن "ينط" سائل و يقول : اللي يسمعك يقول والله أحمد الكوفي و لا أحمد شوقي و لا أحمد رامي على غفلة ! أي نعم اسمي أحمد و لكن لست كالعبقري الكوفي أو كالملهم شوقي أو كالرائع رامي

الأول الكل يعرفه حتى الخيل والليل و البيداء و السيف و الرمح و القرطاس و القلم . هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد أو بإختصار شديد جداً … المتنبي … المشاغب الفوضوي الذي لم يعرف من حوله ماذا يريد و حتى هو لم يعرف ماذا كانت نفسه تريد ، شبه نفسه بالحصان الجامح عندما مرض إذ قال:

يقول لي الطبيب اكلت شيئاَ و داؤك في الشراب و الطعام

و ما في طبه اني جواد اضر بجسمه طول الجمام

الثاني هو أمير الشعراء و الشاعر الخالد الذي عندما ولد أقام له ابوه مأدبة عشاء حضرها كل أعيان الحارة آنذاك إلا شيخ الحارة الامر الذي أثر استغراب ابو امير شعراءنا فذهب للشيخ يسأله عن سبب عدم حضوره للدعوة فكانت اجابة الشيخ: ابنك سيكبر و سيصبح شاعراً و سيمدح الخمر في قصائده. الحقيقة ان شوقي عندما كبر و سمع القصة من ابوه و اعجبته فقام بكتابة قصيدة كان مطلعها :

رمضان قد ولى هاتها يا ساق مشتاقة تسعى إلى مشتاق

و هي ليست المرة الاولى لشوقي حيث قد قال ايضاً :

قياماً نشرب الخمرا على نخب كليوبترا

ليس معنى هذا ان شوقي كان معاقر لهذا "الهباب" اجارنا الله و اياكم منه ، طبعاً شوقي له قصدة في مدح سيد الخلق اجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم :

أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد ان لي انتسابا

أحمد الثالث هو رامي ، شاعر الشباب و من ترجم رباعيات الخيام إلى العربية ، الرباعيات المجسدة للفن :

افنيت عمري في اكتناه القضاء و كشف ما يحجبه الخفاء

فلم اجد اسراره و انقضى عمري و احسست دبيب الفناء

طبعاً الخيام صاحب الرباعيات هو شاعر و عالم فارسي صاحب العديد من النظريات الفلسفية و هو الشاعر الرسمي للحسن بن الصباح ، كلكم طبعاً تعرفوا الاخير معرفة تامة و … !! معقولة ما تعرفوه ؟ الحسن بن الصباح هو مؤسس الدعوة الاسماعيلية النزارية، عرفتوه ؟؟ كان يسكن في قلعة الموت و كان يسموه المعلم و كان يملك افضل طاقم من القتلة المحترفين الكفيل بإسالة لعاب أي مدير للـ CIA فقط لكي يحصل على خدماتهم و كان يطلق عليهم اسم الحشاشيين

طبعاً كل المعلومات منقولة من الاخ ماركو بولو التاجر الايطالي الذي عقد العديد من الصفقات مع قوبلاي خان امبراطور المغول آنذاك و الذي هو بالمناسبة حفيد جنكيز خان الذي هو – جنكيز لا قوبلاي – جد هولاكو الذي اجتاح بغداد إبان نهضتها العلمية و لون الرافدين بالاسود و الأحمر و ضاع البشر و ضاعت الكتب و من أهم ما ضاع كانت كتب عدة للجاحظ صاحب كتاب البخلاء و الحيوان و الذي كان…

لحظة .. يتحين ان أقف هنا ، الموضوع كان عني أنا أحمد و انتهى بي المطاف بالحديث عن الجاحظ و لو تُرك لي المجال لما توقفت عن الحديث ابداً و عزائي الوحيد في عدم الصمت هو ان الحديث ذو شجون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق