هذه ستكون فقرة خفيفة اكتب فيها عن حكايا حدثت في الزمن الجميل و سأحاول ان تكون دائمة و غير متقطعة .
و البداية ستكون مع قصة الفراهيدي
الفراهيدي
هو أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري ، الرجل شديد الذكاء و شديد التواضع و الذي قال عن نفسه أنه ليس ذكياً و لكن الناس لا يفهمون بسرعة . علم النحو لفطاحلة اللغة و على رأسهم سيبويه . هو أول من وضع علم العروض و الترميز . وعلم العروض هو علم معرفة اوزان الشعر . كان الشعر العربي محصور في بحوره القليلة الأمر الذي جعل الفراهيدي يفكر بحلٍ له .
يحكى أنه كان يمشي في سوق الغسالين و حدث و أن سمع صوت ضربهم للملابس كي تجف و لاحظ أنها تصدر رنين و أنغام مرتبة فما كان منه إلى أن ذهب لبيتهم و دس رأسه في البئر الموجود في ساحة الدار
ما حدث أن أبنه الصغير دخل دارهم و إذ به يتفاجأ بأن أبوه – الفراهيدي – كان يتدلى من البئر الموجود في ساحة الدار و كان يغني فما كان من الصغير ألا أن أخذ يجري في الشوراع و يصيح : لقد جُن أبي !
تجمع الناس حوله و تبعوه للبيت ليجدوا الفراهيدي متدلي من البئر و يصيح بأعلى صوته . هب الناس للمساعدة و سحبوا الفراهيدي ن البئر و سألوه ماذا حل بك ؟ يقول أبنك أنك جُننت !
نظر لهم الفراهيدي ثم نظر لأبنه الصغير و قال :
لو كنت تعلم ما اقول عذرتني أو كنت تعلم ما أقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتـني و علمت أنك جاهلاٌ فعذرتكا
كلام رائع . و شرحه أن الفراهيدي يخاطب ابنه قائلاً لو أنك تعلم ما كنت اقول لعذرتني و لو أنك تعي ما قلت عني كنت سألومك لكنك يا بني لم تدري بما كنت أقول لذا قمت بلومي على قولي و لأنك تجهل ما كنت أنا أقوله فعليه عذرتك .
هذا البيت أتى من وحي اللحظة و بلا ترتيب مسبق و بإبداع قل أن يكون له مثيل يثبت ان الفراهيدي استحق اللقب الذي أطلق عليه و هو الصحابي الذي لم يعاشر الصحابة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق